ما جدوى الشعر إذا لم يكن حمما يلفظها الشعب على أعدائه ؟ ما جدوى الشعر إذا لم يكن بندقية يوجهها الثوار إلى صدور الفاشستيين؟ ما جدوى الشعر إذا لم يكن صرخة تشق قلوب أعداء الثورة ؟ ما جدوى الشعر إذا لم يكن رقصا، غناء ساعة النصر؟ فلا شعر في السماء. الشعر صوت ينبع من الأرض، الأرض ميدان المعركة، والشعر لن يكون خارج صراع هذه الأرض، فإما أن يكون شعرا كالمنجل والمطرقة أو شعرا منفوخ البطن ينهب عذابات المستغلين، الأول ينبع من عذاباتهم ويرسم آمالهم والثاني يهدئها ويطمس رؤاهم، الأول شعر ثوري سلاح يصارع بلا هوادة كل أعداء الطبقة العاملة والفلاحين وكل المضطهدين والثاني يثبت سيطرة البرجوازيين، والملاكين العقاريين وكل المستغلين، الشعر بالنسبة للشيوعيين ميدان حرب كباقي الميادين، لذا فهم يتبنون كل أدب وفن ثوريين، ولا يتنازلون لأحد في هذا الميدان، لا يتنازلون لدعاة شعر الحساسية الجديدة، والشعر الشكلي، والشعر الهلامي ، الشعر " فوق الصراعَ!!" والشعر الأملس الرطب المغسول من نفحات العرق ومن رائحة الفحم الصدئ، وهم يقاتلون حتى على هذه الجبهة ويمثلون الشعر الأصيل، لأن البرجوازية وصلت الى درجة التعفن في كافة الميادين، فلسفتها مبتذلة، واقتصادها أيضا وأدبها، شعرها المقيت أحسن مثال وفنها أكبر دليل. الشعر الثوري هو المستقبل، الشعر الثوري هو وريث كل الشعر الأصيل، الشعر الثوري امتداد لصوت الشعب، لصوت الأمل الموعود، لصوت التاريخ الزاحف نحو النصر، لذا كان لا بد أن نختار بين أن نقاتل مع الجماهير الشعبية أو نقاتل ضدها، و كما النظرية الثورية تتطور في الصراع فالشعر الثوري يتصلب ة يتحنك و يتقدم في حمأة المعركة أيضا، و إذا كان مضمونه ثوري فشكله تفتح له آفاق واسعة، أما المضمون الرجعي المبتذل فإنه يبتذل كل شيء.
الشعر الثوري ملك لكل الثوار، ملك للطبقة العاملة، ملك لكل الجماهير التي تعتصر عذاباتها من الأرض من المناجم منة الجبال تحث الشمس المحرقة، الشعر الثوري امتداد للثورة في الكلمات في الحياة في الماء في الكون كله، الشعر الثوري التعبير المكثف عن كل ما هو ثوري في الطبيعة و المجتمع و التاريخ؛ و من ثم كان الماركسيون منذ ماركس إلى لينين إلى ماو يطرحون الفن و الأدب في موقعهما الصحيح لأنهم يمتلكون نظرية ثورية صحيحة و كان ماو محقا كل الحق عندما قال:"لا ثورة دون أدب و فن ثوريين"، الشعر الثوري هدية إلى كل الصناع و المزارعين، إلى كل الثوار، الشعر الثوري ملك لكل الشهداء و الشهداء. و الشهداء ملحمة أنشودة، قصيدة، صرخة تشطر آذان كل الخائنين و المرتدين.