برغم الحملات الهائلة على المرأة نجد هذا الصوت الذي يحاول ترسيم الملامح الحقيقية لحقوق المرأة وواجباتها كما أقرتها الشرعية الإسلامية.. وأكثر هذه الدعوات تأتي من نساء داعيات أو مثقفات صادقات تنبهن لدور المرأة وأثره في الحياة فأصبحن يثرنه باستمرار.
وداخل هذا الصوت نفسه صوت يطرق قضية خلط الأحكام الشرعية بالعادات والتقاليد فيما يخص المرأة يحذر منها ويجعلها ديدنه، ويبذل قصارى جهده في توضيح الفروق بين الأحكام الشرعية والعادات والتقاليد.
فهل الخلط بين العادات والتقاليد والأحكام الشرعية يمثل ظاهرة مقلقة إلى هذا الحد؟.. وإذا كان الأمر كذلك فما طرق فك هذا الارتباط لتكون الأحكام الشرعية خالصة مبرأة من كل غبش وتبقى العادات والتقاليد حرية شخصية لمن أراد دون إلزام الآخرين بها، وإن كانت المسألة قد أخذت أكبر من حجمها في النقاش والأخذ والرد فما هو الطريق للحد منها؟
تسير المجتمعات على فكرة مفادهاالعادات والتقاليد متناسية الدين الذي هو أساس الحياة ومنهاجها والذي لو عدنا له عودة صادقة لعاشت مجتمعاتنا في سعادة والدليل على ذلك تلك العصور الذهبية من تاريخنا والذين حكموا الدين وتناسوا كل ماعداه , فحبذا لو يصبح الدين تشريعاً والعادات رغبة واختياراً
فظاهرة خلط العادات بالاحكام الشرعية ظاهرة منتشرة في مجتمعنا فمعظم افراد المجتمع تهتم بالعادات والتقاليد وتعطيها الاولوية اكثر من اهتمامها بالاحكام الشرعية وتتحكم بكثير من امور حياتهم فالكل الان يريد ان يقلب الاحكام الشرعية ويجد لنفسه المبررات وانه لابد ان يساير العادات والتقاليد ويحرصون على ارضاء الناس اكثر من الله سبحانه واحيانا هذا الشخص يكون ملتزم ويعلم ان هذا خطأ..والحل هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله والحرص على رضا الله اولاًواخرا..
براي ان التزامنا بتطبيق الأحكام الشرعية بصورة صحيحة كفيل بجعلنا قادرين على التمييز بينها وبين العادات والتقاليد وكجزائريين لا نجد صعوبة كبيرة في اختيارها اذا ان اكثر تقاليدنا متوافقة مع احكامنا الشرعية ما ينبغي التركيز عليه هو محاربة العادات والتقاليد التي تخالف الشريعة الإسلامية، أما العادات والتقاليد التي لا يجد المرء تطبيقها ومسايرتها مخالفا للشرع الإسلامي فلا بد من المحافظة عليهافي الحقيقة المراة لها حقوق كثيرة في المجتمع ولكن كما لها حقوق
عليها واجبات فكما يجب ان تحترم وتقدر قيمتهامن طرف الناس يجب ان تحترم هي بدورها تقاليد و فكر هذا المجتمع لكي تكون قد ادت ما عليها لتاخذ حقهاوتمارسه بكل حرية و بدون قيود ونتمنى مستقبلا مزدهرا و متفتحا ليقبل المراة كعنصر مهم فيه و لتساهم في التقدم والانفتاح
في رأيي إن أحكامنا الشرعيه التي أنزلها الله عز وجل تتعرض في عصرنا هذا إلى الكثير من المغالطات من أعداء الإسلام ويجب ان لانُعيرهم إهتماماً مادُمنا مُتمسكين بكتاب الله وسُنة نبيه.