[ المرأة والحب ]
لا يعيش الحب بدون إمرأة ، لأن الحب يعرف المرأة ،
فهي رقيقة المشاعر ، جميلة الإحساس ، والحب هو
أرق كلمة في دفتر الوجود ، وأغلى حرفين في قاموس
الحياة ، لأنه صلة روح بروح ، ورفقة قلب إلى قلب ،
فالحب لا يستغني أبدا عنها ، لأنها هي من أوجدته ،
وهي من سحرته ، وهي من فتنته ، فهو يعرف أنه بدونها
سيطرد من القلوب ، لأن قصور القلوب هي المرأة ،
ولكم إنبهر هذا الحب من حكمتها ، ولكم خاف من غضبها ،
ةلكم تعجب من صبرها ، لأنه قد أيقن بعد نظرها ، الذي
ترجم له إخلاصها ، ليشهد ها هذا الحب بوفائها ، لأن
الحب هو قتيل العيون ، ولكن أي عيون .. إنها عيون
المرأة التاريخية الجمال ، والباسقة بالحنان ، لغتها
الدموع ، وسحرها الصمت ، ونظرتها هي الإبداع .
[ المرأة والوفاء ]
للمراة مع الوفاء حديث طويل الأيام ، وللوفاء مع
المرأة منزل يتجدد في كل يوم ، لأن المرأة أدهشت
الوفاء بمعانيها الفائقة ، فقد رآها الوفاء كصورة خلاّبة ،
تفرد بها الزمان على أبجديته ، فالمرأة تفوقت بوفائها
لثراء تجربتها ، ولقوة موهبتها ، ولصدق محبتها ،
وصحة قلبها ، وجلال رثائها ، وانظر إلى القلم كيف
تمسكه أناملها لتعزغ أنشودة وفائها على نهر أوراق
الخريف الماضي ، والذي تتساقط أوراقه على ميادين
الثقافة في كل بحر ، وفي كل مكتن .
[ المرأة والصمت ]
للصمت مع المرأة حكايات ، هي بطلة للروايات ،
تجعلك حائرا في طبعها ، في الوقت الذي تجبرك
على إحترام صمتها ، تمر من حولها أزمات طاحنة ..
وتجدها صامته ، وتأتي عليها الكرب الساحقة ..
وتجدها صامتة ، وتزورها كل يوم البلايا الماحقة .. وتجدها صامتة .
حيرت الزمن ، وأسرت الدهر ، وكأنك تسمع صمتها .. ،
لأن قلبها دائما يغادر في جوانح الأيام ، فهي تقرأ الحياة
بمعناها ، من بدايتها إلى أقصاها ، فروحها تنصهر بمعاناتها ،
وتذوب أحشائها لمأساتها ، أن قضيتها الدموع ، ولغتها الخالدة ..
الصمت ، لأنها تعرف أن الحياة دائما تضيق بأعدائها ،
لتشاهد حياتها وكأنها لوحة حزينة ، لا ينفعها كلام ، ولا يبكيها فؤاد ،
ولكن هذه المرأة تعرف أنها قد حفرت عنفوانها في ذاكرة
الأجيال ، ونقشت كبريائها في ضمائر البشر .
[ المرأة والجمال ]
الجمال مخلوق من المرأة ، لأنه هائم في شخصيتها ،
متوقد لصنفها ، منبهر لصفاتها ، لقد وجد هذا الجمال
ضالته في المرأة ، وكأنها في يده كقطعة من الشهد ،
مثل زلال بارد من معين صافي ، فيقلبها تقلب الدرة في
اليد ، والفكرة في القلب ، لأنها خاطرة رائعة قد سكنت
وتربعت على عرش الجمال ، فقد تأملها هذا الجمال،
فوجدها ساحرة زمانه ، وفاتنة لوحاته ، وآسرة لريشته ،
فقد سافر الجمال مع المرأة ، فاكتشف في رفقتها أنها
مبدعة في عالمه ، ممتعة في بحوره تبحث عنه ولا تنساه ،
وإذا غاب عنها سألت عنه ، فاندهش هذا الجمال لوفائها ،
ليقولها كلمة تدل على هزيمته ، وشهادة تستحق صراحته ،
وتسحق هندامه ، حينما قال : المرأة .. أجمل من الجمال
نفسه ، لأنه علم وعرف أن المرأة محلقة في سماء
الإمتاع ، تنشد الإبداع في كل مجال ، ليقوم الجمال ويعطي
المرأة قيادته ، فتأخذ لجام خيله ، لتسابق الزمن ،
باحثة عن الأجمل .
[ المرأة والحياة ]
المرأة هي قصيدة الحياة ، ومدرستها الخالدة ، لا تعرف
الحياة إلاّ بحياتها ، لأن المرأة هي طعمها الشاهد ، وعسلها
الباقي ، فالحياة تعرف المرأة جيدا ، لأنها زميلتها في
مدرستها ، وتلميذتها في كتابها ، وقلمها في كتاباتها .
برعت المرأة في منهج الحياة ، لتكون مكانتها قوية لامعة ،
وحسنها فياض قوي الأسر ، لأن براعتها تمكن في
إستهلالها ، وإشراقة عنوانها ، وكأنها على هامة
الحياة تاجا مرصعا بالذهب والأرجوان ، لتحطم أعداء
الجمال من محيط الحياة إلى خليجها ، لأنها تنسف
أقاويلهم ، وتقتل أفعالهم ، فسلاحهم الكلام الكاذب ،
والفعل الدنيء ، وسلاحها هو الضعف ، نعم ضعفها
الذي أدهش علماء النفس ، وأساتذة علم الإنسان ،
لأنها تحاربهم بضعفها ، لترحب الحياة بإنتصاراتها
على ميادين الأرض الواسعة ، لأنها مدرسة الأجيال ،
وعلم من أعلام الحياة ، يرفرف على هامة الدهر .
الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعبا طيب الأعراقي .
[ المرأة والتفوق ]
تفوقت المرأة في كل أطوار الحياة ، فلا نسمع بيت شعر
إلاّ والمرأة عنصر أساسي في بيته ، ولا نعرف مجالا من
مجالات الحياة إلاّ والمرأة تقف على عنوان المجالات الرائعة ،
والأعمال النافعة ، لأنها موهوبة بالفطرة ، فرضت أنوثتها
على الزمن ، لتسمع لها أذن الدهر ، حتى الأعمى الذي
لا يبصر ، قد سحره قوة ذيوعها ، ومساحة لموعها ، فهو قد
أنصت لإبداعها ، واستمع لإمتاعها ، فالأيام تبحث عن تفوقها ،
والسنين تفيض شعرا لمحبتها ، وعلو رفعتها ، فقد
خطفت الأضواء ، ببراقة سريرتها ، ومطلع أحاديثها ،
لأنها عنوان النجاح لكل عظيم من عظماء هذه الحياة ، وقديما
قالوا : وراء كل رجل عظيم إمرأة ، شهادة من الزمن ،
وبرقية شكر من الدهر ، ورسالة تودد وتلطف من كل إنسان يبحث
عن النجاح ، لأن النجاح هو المراة نفسها ، فلتفوقها ذيوع ،
ولموهبتها سطوع ، ولعبقريتها نبوغ .
[ المرأة والدموع ]
الدموع لغة المرأة ، تطرق سمع الإنسان ، لتصل إلى
القلب ، لأنها تختار دموعها بعناية فائقة ، وترحل مع
همتها محلقة مسافرة ، فتبدأ دموعها ضعيفة ، إلى أن
تحتفل برشاقة عيونها ، وحلاوة رموشها ، لأن دموعها
ساحرة .. شاردة .. سائرة على ديوان الزمان .
تعاتبنا بتفجع ، وتحاكينا بتوجع ، وكأنها تتقطر عسلا ،
أو شهدا مصفى ، تعاند بكلمة ، وتصافح بدمعة ، وترضى
ببسمة ، وتغازلك بحكمة ، ألا وهي حكمة الدموع ..
فأي قلب ساكن بين جوانحها ، فالمراة تمزج الحب مع
الحكمة ، لأن ألفاظها سهلة على اللسان ، راقية في
منزل الفكر ، ترعى الوداد ، وتبكي بكاء الأبطال ،
فدموعها حارة ، وعواطفها مؤلمة ، ونكسة بالها
عظيمة ، فمعاناتها تحترق ، وآلامها تلتهب ، ونياط قلبها
تتقطع ، تريد قلبا تبث إليه لهيب صدرها ، ونار وجدانها ،
فنفسها تذوب مع أول قطرة لدموعها ، فتطير إلى مرتبة
الكمال ـ لأن الحسن يعشق دموعها .
[ المرأة والاخلاق ]
عبقرية المراة تكمن في أخلاقها ، لأن للأخلاق في حياة
المرأة صفحات ، وللمراة مع الأخلاق أخوة نادرة ، وزمالة سائرة .
فالمراة خبيرة بالأخلاق ، بصيرة بمذاهبها ، مبحرة في
حقائقها ، لأنها لا تعرف خيانة الضمير ، بل كل همها هي ظاهر
الاخلاق كيف تعم في ساحات الأرض كلها ....
فهي تكتم أخلاقها في داخلها ، لكي تقذفها إلى قلوب
البشر فتأسرهم ، وترميها إلى عقولهم فتسلبهم ، فهمها نشر
الأخلاق الفاضلة في قلوب البشر ، لكي يعم الخلق الحسن
في أطراف زمانها ، وأركان دهرها ، لأنها أعرف البشر
بمعانيها ، فعواطفها تجاه أخلاق البشر مكبوتة ، فكأنها
تريد من قلبها أن يغادر بعيدا عنها ، لكي ينشر الخلق الحس