الدعوة فن ..
والدخول لقلوب الناس والتأثير فيها يحتاج الى علم وحكمة ..
اقول هذا الكلام وانا اتذكر قصة حدثنا بها احد طلبة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وغفر لنا وله ..
وهذا الطالب من جمهورية مصر الشقيقة .. ومن الصعيد تحديداً ..
ربما القصة مضحكة ..
وربما ستبكيك او تحزنك ..
لكن دعني احدثك بها وادع المجال لك لتعقب عليها ..
يقول هذا الاخ ..
كنت اطلب العلم عند سماحة الشيخ وفي الاجازة اذهب لبلدي وانشر ما تعلمته فأزور القرى والقي الدروس والكلمات واستقبل الناس واحرص على قضاء حوائجهم ..
يقول .. وفي احد الايام يقول كنت جالساً في منزلي في الصعيد .. طرق باب الدار .. فتحت فإذا هو رجل من قرية اخرى .. ادخلته وضيفته ثم طلب مني ان ابحث عن خطيب يخطب فيهم الجمعة نظراً لسفر خطيبهم فوعدته خيرا ..
ذهب الرجل وناديت احد الاخوة ممن توسمت فيه خيرا وطلبت منه ان يخطب في مسجد القرية الفلانية الجمعة فوافق !!
ذهب الخطيب في اول جمعة وكانت خطبته عن النار ..
وابكاهم ..
وفي ثاني جمعة كانت خطبته عن سقر انجانا الله منها !!
اما ثالث جمعة فقد كانت عن احوال اهل جهنم ..
والرابعة عن تفسير قوله تعالى ( كلا انها لظى ) ..
يقول الشيخ : كل هذا حدث وانا لا ادري !!
المهم وفي يوم واثناء خروجي للدعوة مررت على قرية هذا الاخ الذي طلب مني خطيب الجمعة وقدر الله ان التقيه !!
رأيته حزينا ..
سالته : كيف حالكم وازي اهل القرية ؟؟
ثم تذكرت الخطيب .. فقلت : أزاي الخطيب معاكو ؟؟
فرد الرجل بعفوية : والله مش عارفين امتى حيدخلنا الجنة
============
اخي الحبيب ..
في نصحك لأخوانك وتذكيرك لهم احرص على الموازنة فلا تغلب جانب على آخر وتذكر قول المولى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) ..
وسر ايها الداعية كطائر يطير بجناحيه "" الخوف والرجاء "" مستعيناً بالاخلاص ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وستصل